قصه بعض الاشخاص وخصوصا الكبار في السن في زمنا الحاضر...
كاتب الموضوع
رسالة
mero
بنوته فضيه
مساهماتـــــى : 106
نقاطـــــى : 559400
موضوع: قصه بعض الاشخاص وخصوصا الكبار في السن في زمنا الحاضر... السبت 10 أكتوبر 2009, 2:44 am
عاش رجل في قرية صغيرة هادئة تحيطها الجبال والغابات الكثيفة. احب هذا الرجل الفكاهة والضحك وعدم الصدق في الكلام ،وغالبا ما كان اهل القرية ينصحونه بصدق الحديث والكلام وعدم الاستهزاء فيالناس لانه اقوم للانسان ونفعه اكثر ، يعود خيره على صاحبه ، لكنه كثيراما كان يستهزئ ويضحك من كلام غيره ولا يبالي بنصائحهم له . كان الرجل الكذوب يملك الكثير من الماشية كالماعز والاغنام وهو دائمامبتهج ومسرور بحياته يحب الهزل وعدم الصدق بالكلام ، كان يرعى الاغناموالماعز يذهب في كل صباح ثم يرجع في المساء مع اغنامه الى البيت . ذات يوم احب الرجل الكذوب ان يستهزئ ويلهو بغيره من الناس في القرية فقامفي ليلة وصاح باعلى صوته الذئب الذئب افترس واكل غنمي . ولم يكن هنالكذئب. جاء اهل القرية مهرولين يركضون الى بيت الرجل الكذوب لنجدته فلم يجدوا شيئا ، فوبخوه على هذا العمل وانصرفوا الى بيوتهم . اخذ الرجل الكذوب يضحك ويستهزئ بهم وهو مسرور بما فعله معهم، وفي اليوم الثاني في ساعات الليل صاح الرجل الكذوب مرة اخرى باعلى صوته: الذئب الذئب انقض على غنمي يريد افتراسها . هب اليه اهل القرية يركضونمسرعين لمساعدته الا انهم في المرة الثانية لم يجدوا شيئا . غضب اهل القرية من الرجل بعدما وبخوه على عمله وهو مسرور وضاحك ، مغروربنفسه لا يبالي انه كذب على اهل القرية واثار الرعب والخوف بين الناس . الا انه بعد ايام وفي ليلة شديدة الظلمة والسواد ، سمع الرجل الكذوب صوتاقويا مخيفا لحيوان شرس يوحي فعلا بوجود ذئب كبير اتى الى بيته ليفترسالماشية .كان الرجل الكذوب لا يقدر لوحده على مدافعة الذئب الهائج فهو كبير وضخم وشرس جدا ، انقض الذئب على الماشية وافترس وقتل الكثير منها والرجل الكذوب يصيح باعلى صوته : الذئب الذئب انقض على غنمي وافترسها .الا ان اهل القرية سمعوه في هذه المرة ولم يعيروه انتباها واهتماما ولميتجاوب معه احد ، ولم يات من اهل القرية احد لمساعدته ، ظنا منهم انه يكذبعليهم كعادته. بقي الرجل الكذوب وحيدا حيرانا لا يستطيع وعاجزا عن فعل شيء ومساعدة نفسهوليس هنالك من يعينه ويساعده بعدما قتل الذئب له الكثير من الماعز والغنم، فاصبح يقلب كفيه على ما اصابه وخسارته الكبيرة للماشية التي فقدها . عند ذلك طأطأ الرجل رأسه وتاسف على عمله باستهزائه وغروره وكذبه على اهلالقرية وعدم المبالاة بهم ، وقد ايقن في نفسه وعرف ان الصدق في الكلام هوالذي ينجي الانسان في حياته واخرته من مصائب الدنيا ، وهو مرضاة للهورسوله ، كما قال الله في محكم كتابه وهو اصدق القائلين بسم الله الرحمن الرحيم{قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جناتتجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلكالفوز العظيم } صدق الله العظيم. وقد جاء في الاثر عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم انه قال : { عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنه وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا } . ثم ان الصدق في الكلام هو لغة الابرار يعطي الانسان والشخص الوقار والاحترام والتقدير بين الناس ، اذا تكلم استمعوا له ، وقد قال الامام علي رضي الله عنه : " ان الصادق لمكرم جليل وان الكاذب لمهان ذليل" ، وقال : " اني لمن قوم لاتاخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الابرار عماراليل ومنار النهار" . ولكي ينجو الرجل صاحب الغنم والماعز من مصائب الدنيا والاخرة ، عامل الناسباحترام وصدق كبير ، وبقي على هذه المعاملة الحسنة الطيبة والكلام الصادقمع اهل القرية لسنوات عديدة وطويلهة حتى اصبح من اصدق اهل القريه ، وصارينادى عليه بالرجل الصادق ، وقد احسن الله مقامه عنده وبين الناس بصدقحديثه وكلامه .