موضوع: المرأة المثالية بعين الرجل الأربعاء 21 أبريل 2010, 12:55 pm
المرأة المثالية سوف تظل مطمع الرجل في كل زمان ومكان ، وسوف لن يتوانى في البحث عنها ، وسيسلك كل الطرق المختلفة للعثور عليها ، لأنه يعتبرها وطنه الأم ، ومن تملك أن تجعله يتوافر على التوافق مع نفسه ومن حوله .
وربما باختلاف تنوع الرجال يختلف تصور المراة المثالية ، لكن بشكل عام هناك بعض الصفات المشتركة التي رأى عامة الناس وخاصتهم من أدباء ومفكرين وعلماء أن توفرها أو معظمها في المرأة يمكنها من حيازة هذا اللقب المستحق " المرأة المثالية " .
الدكتور محمد عثمان الخشت حاول تقريب الصورة لنا في كتابه الموسوم " المرأة المثالية في أعين الرجال " ، والكتاب صادر في ( 96 ) صفحة من القطع المتوسط ، وطبعته مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع والتصدير بمصر الحبيبة .
قدم المؤلف لكتابه بمقدمة عرّف من خلالها بالمرأة المثالية التي قصد التحدث عن صفاتها ، ثم بين صفاتها كما يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن أهمها أن تكون ودوداً ، ولوداً ، حسنة الوجه والمظهر بحيث تسر زوجها عندما ينظر إليها ، موافقة لزوجها متوافقة معه ، ذات دين وخلق ، حافظة لغيبة زوجها وماله وولده ، حنونة عطوفة على ولدها ، تحسن تدبير ورعاية شئون زوجها في جميع المستويات .
بعد ذلك تحدث الكاتب عن سيكولوجية المرأة المثالية وأخلاقياتها ، وبين أنه تبرز فيها هذه الصفات : .. أنها لا تنسى أنها أنثى ، ولذا تعتنى بمظهرها الخارجي وأن تكون رقيقة ذات جاذبية ودلال عند زوجها . .. تراعي الأولويات ، بمعنى أن يكون زوجها ذو المكانة الأولى في حياتها ، فلا تهتم بشئ اهتمامها به ، تقدمه على ولدها وعملها وصديقاتها وغير ذلك . .. منطقية في طلباتها ، تحكم عقلها فيما تريد ، ولا تحمل زوجها فوق ما يطيق . .. لا تختلق النكد ، لأنها تعرف أن سعادة زوجها تتوقف بدرجة كبيرة على مزاجها . .. تحافظ على صورتها الحلوة التي رآها عليها زوجها عندما نظر إليها النظرة الشرعية . .. تتحلى باللباقة لأنها السحر الذي يسمح لها أن تنفذ إلى أعماق قلبه ووجدانه . .. تحرص على تحصيل خبرات جديدة ، بمعنى أنها مستمرة في تعلم ما يثري حياتهما وهي متجددة وليست روتينية في حياتها. .. مستقلة الشخصية لا إمعة ، تصدر في أفعالها عن وعي شخصي ناضج . .. تجيد معاملة أهل زوجها . .. تهتم بالنظافة ، سواء ما يتصل بجسمها أو بيتها أو متعلقاتها . .. واثقة بنفسها لا تفرط في تتبع خطوط الموضة لتعويض نقصها . .. أمينة مخلصة لزوجها وإن كانت لا تحبه ، ليست امرأة لعوباً ، ولا تحب إلا زوجها . .. غير مسرفة في الاختلاط بالآخرين ، ولا تتدخل فيما لا يعنيها . .. لا تسأل زوجها عن طبيعة حياته العاطفية قبل الاقتران . .. لا تعتبر المال أصدق دليل على الحب ، بل تدرك أن من مظاهر الحب أيضاً كلمة طيبة ، سلوك حسن ، عاطفة جياشة ... الخ . .. ليست مسرفة في طعامها وشرابها وملبسها وزينتها . .. ليست مهملة ولا متهاونة . .. تقدر الأمور بقدرها ، فلا تقلب ميزات زوجها عيوباً عندما تكرهه أو تختلف معه لسبب من الأسباب . .. لا تحمل في عقلها سجلاً أسود لأخطاء زوجها ونقائصه تبرز محتوياته في حال الاختلاف معه ، وإنما هي ذات قلب أبيض يتجاوز الزلات ويصفح ويعفو ويسامح . .. تتخذ موقفاً ايجابياً تجاه عيوبها وعيوب زوجها ، فلا تديم انتقاده ، وتساعده على فهم أخطائه ، وتتيح له فرص تصحيحها ، وتعترف بأخطائها وتعمل على تصحيحها . .. تتنزه عن الشجار والجدال ، وتترفع بذاتها عن التوافه التي عادة ما تحيل حياة كثير من الناس الى الجحيم وربما أفضت بهم إلى اتخاذ قرار الطلاق . .. لا تدفع زوجها الى التهور وارتكاب الحماقات . .. ليست مخادعة ، ولا منّانة ، ولا كثيرة الشكوى ، ولا لوّامة ، ولا ثرثارة ، ولا متطلعة إلى مغريات الأشياء . .. لا تضع نفسها في مواضع التهم والريبة . .. لا تفشي أسرار حياتها الزوجية . .. تتفهم أحوال زوجها ورغباته ، وتحاول التكيف معه بشكل تدريجي ، ولا تخالفه إلى ما يكره قدر الإمكان . .. تحسن تدبير شئون منزلها . .. لا تضيع حقوق زوجها بحجة أداء حق الله تعالى ، بمعنى أنها لا تفرط في التنفل بدون رضا زوجها . .. تشارك زوجها في حلو حياتهما ومرها . .. تجيد فن الحديث ، بحيث تعبر عن مشاعرها وتعطي لزوجها التعبير عن مشاعره ، وتختار موضوعات جديدة للمناقشة تناسبه . .. ترضى بما قسم الله تعالى لها ، بمعنى أنها ترضى بإمكانيات زوجها المادية والمعنوية. .. غير مفرطة في الغيرة . .. ليست متكبرة . .. تتحدث بنعم ربها عليها وتشكره . .. تعطي قبل أن تأخذ . .. غير مترددة في اتخاذ قراراتها . .. وفية بعهدها . .. لا تترك أولادها لتربية الخدم وأصدقاء السوء في الشوارع . .. تحسن الإصغاء إلى زوجها . .. ليست متداعية على الرجل ومتابعة له كظله ، بل تتيح له مساحة للاختلاء بنفسه كلما احتاج إلى ذلك . .. ليست لحوحة في طلب حاجاتها ، بل طلباتها تتم بأسلوب رقيق . .. ليست نزاعة إلى السيطرة . .. منظمة ، ولكن ليس إلى درجة الهوس . .. صبورة . .. أنها صاحبة سيكولوجية متوازنة ذات نفسية سليمة لا تشوه صفاتها الجميلة .
وفي فصل بعنوان مقاييس جمال المرأة في أعين الرجال استعرض الكاتب أهمية الجسد عموماً وجسد الأنثى لدى الرجل ، إذ من خلاله يدرك العقل الانساني الأشياء والكائنات ، ويكون قادراً على التأثير وقابلاً للتأثر ، كما استعرض دور الجسد في نماء العلاقة الانسانية القائمة بين الزوجين ، وبين السمات الجسمية المكونة للجاذبية الأنثوية في نظر الرجل ، وأستنتج أن الرجال غالباً أكثر تاثراً من النساء بالسمات الجسدية ،وتطرق لبعض معايير جمال المرأة في أعين الأدباء والشعراء ، وكذا إلى محاسن المرأة في أعين فقهاء اللغة ، وهو فصل جميل وطريف يدل على الذائقة الجميلة للإنسان العربي القديم على وجه الخصوص ، ويسهم فهمه وتدبر مضامينه في إثراء ذائقة الرجل في هذا المجال ، وهو أمر هام لاستقرار حياته الأسرية وتحديد ما يريد بدقة .
وخصص الكاتب فصلاً للحديث على أسلوب المرأة المثالية في حل المشاكل والخلافات الزوجية من خلال استعراض بعض السلوكات التي تلتزم بها في حال وقوعها في مشكلة ، واختتم المؤلف كتابه بفصل تحدث فيه عن الأساليب التي تفعلها المرأة في حال هجر زوجها لها ، ثم ذكر سمات المرأة التي يريدها الناجحون .
لم أرغب في التحدث بشئ من التفصيل عما ورد في الفصول الأخيرة بالرغم من أهميتها للاستفادة من الكتاب ، وإنما حرصت على أن اترك لك قارئي الكريم فرصة اكتشاف ما ورد فيها من سمات بنفسك ، واملي أن يكون في ذلك حافز أكبر للقراءة ، وهو جهد تستحقه سعادتك .
أملي أن تجدوا في قراءة هذا الكتاب المتعة والفائدة المرجوة ، ودائماً آمل أن لا تنسوا أن تكون القراءة هاجسكم والكتاب أنيسكم ، فهو كما تعلمون خير أنيس ، والحاجة إليه ماسة حتى يشعر الإنسان أنه جزء من هذا العالم المتميز ، تأثيراً ، وتأثراً .